الـــرحــمـــة
قال الله تعالي في كتابه العزيز
"وكان بالمؤمنين رحيما" الأحزاب 43
كلمة "رحيما" من صيغ المبالغة التي لا شئ فوقها، حتي الكفار تصيبهم رحمة الله
ولكنها رحمة في الدنيا فقط وليس لهم حظ منها في الآخرة.
رحمة الله سبحانه شاملة كبيرة ينعم فيها المؤمن وهذا هو الفوز الكبير،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " . رَوَاهُ البخاري
و يقول إبن القيم
إن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلي العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليه فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شق عليك لمصلحتك ودفع الضرر عنك وأحسن مثال علي ذلك الوالدين فالرحمة بالأولاد تكون بحسن تربيتهم وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة على حب الله ورسوله والوقوف عند حدود الله.
وتشمل الرحمة البهائم والطيور والدواب
ويكون ذلك بإطعامهم وشرابهم وعدم القسوة بهم وضربهم وأخبرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ان رجلا وجد كلباً يلهث من العطش فنزل بئراً وسقاه فشكر الله له وغفر له كما أخبرنا أن إمرأة عذبها الله بالنار لهرة حبستها حتي ماتت لاهي أطعمتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض.
ومن الرحمة
الرحمة بالأمة بإقامة الحدود علي مستحقيها وحمايتها والدفاع عنها من أي إعتداء. وإذا كانت الرحمة تشمل كل ما حولنا فأولى بالإنسان نفسه التي هي بين جنبيه ويكون ذلك بعتقها من النار ودخولها الجنة بأن نَمتَثِل جميعنا لأوامر الله وأن نجتنب نواهيه ولأن الله تعالى يحب الرحمة والرحماء وصف نفسه سبحانه بالرحمن الرحيم وأرسل نبيه الكريم رحمة للعالمين "بالمؤمنين رءوف رحيم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق