الجمعة، 3 يونيو 2016


نفثة الثعبان

قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس
 وترويعهم ،
فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،

فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا ،
واكتفي من الطعام النزر اليسير .

ففعل الثعبان ما أُمر به ،
لكن قض مضجعة ..
أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ، 
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه ،
فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ،
 فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
 فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. وعاش بعدها مستريحا .
 كثير من الناس يغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ،
وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان
هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .

هنا يأتي دور الثعبان ونفثته
التي تخبر من غره حلم الحليم ،

وأن اليد التي لا تبطش
قد ألجمها الأدب لا الضعف ،

واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق
لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .

وأن مهانة المسيء هي التي منعته من مجاراته
لا الرهبة منه أو خشيته .  
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..
 وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ،
أقويا ، أشداء ،
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ،
وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ،

لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,,
فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق ..
أو دين . وجاء في أدب العرب : 
أن من أمن العقوبة أساء الأدب .

ليست هناك تعليقات:

عجائب الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ   عجائب   الإنسان ـ كمية الحرارة التي تنب...