88 الوظن المنكوب 88 من يُسمَّون بـ "الثوار" ممن يتشبثون بالسلاح .. ليبيا تحولت إلى عراق آخر يعاني الانفلات الأمني وغياب الدولة وغياب القانون .. والقرار اليوم في ليبيا لمن يملك السلاح ويسيطر على المنافذ والمنشآت الحيوية ويسيطر على الاعلام وعلى المنابر. ولأصحاب ما يسمى بـ "الشرعية الثورية" أما غالبية الشعب الأعزل فليس أمامهم إلا الصّمت والطاعة وإلا فمصيرهم الخطف والسجن والتنكيل. انها شرعية الغاب ما يحكم ليبيا اليوم ..!
وأصبحت هذه المليشيات وأحزابهم ومموليهم أقوى وأخطر بكثير مما كان القذافي وجنده ..! فمواجهة عدو واحد مهما كانت قوته أهون بكثير من مواجهة تنين المليشيات وخصوصاً بأن هذه المليشيات قد اتخذت طابعاً جهوياً وقبلياً وهو ما ينذر بحرب أهلية حقيقية فكثير من أعيان المدن والقبائل قد تم تجنيدهم فعلاً لتنفيذ أجندات وأطماع سياسية الخارجية منها والداخلية. والأدهى من ذلك أن تحمل المليشيات رايات الجهوية والقبلية. وتحتل المرافق والمؤسسات الحيوية والمنافذ الحدودية بإسم قبائلها ومدنها ..!
لقد غابت ليبيا وتلاشت الهوية الليبية ... وأصبحنا أمام حرب الهويات الفرعية وهو ذات الصراع الذي أججته قوى الاحتلال الأمريكي في العراق .. وهو ما فعلته أمريكا في حربها ضد الاتحاد السوفييتي .. انه السلاح الأشد فتكاً بأن يتم تغذية النزعة العنصرية والقبلية والجهوية والعرقية في أي بلد ... حتى يصبح أشلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق