الجمعة، 11 مايو 2018

الدعاء من دون واسطة نبي أو ولي.

1-   أنها الآية الوحيدة التي خالفت بقية الآيات التي تبدأ بسؤال الناس للنبي الكريم ، حيث كلها تأتي بصيغة ((يسألونك)) مثل ((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل .. يسألونك عن الخمر و الميسر قل ...، يسألونك عن الأنفال قل ... ، و يسألونك عن اليتامى قل ... ، يسألونك ماذا أحل لهم قل ... ، و يسألونك ماذا ينفقون قل ... ، يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل ... ، و يسألونك عن الروح قل ... ، و يسألونك عن الجبال فقل ... ))  إلا هذه الآية ! فمن عظمة الله أنه سبق المؤمنين بالسؤال و هم لم يسألوا بعد! و كأنه سؤال افتراضي ، فإن الله هو الذي وضع السؤال و بادر بالإجابة من قبل أن يُسأل حباً منه بالدعاء و بسرعة الإجابة ! فانظر إلى واسع رحمته!
 
2-   على غرار (( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا )) كان القياس أن يقول (و إذا سألك عبادي عني فقل ربي قريب يجيب دعوة الداع ) لكنه تبارك و تعالى تكفل بالإجابة بنفسه وقال (( فإني قريب أجيب دعوة الداع )) فابتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاء و الأولياء أولاً ، وللدلالة على حفاوته بالدعاء و بالسائلين ثانياً. فلم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل ((يجيب دعوة الداع)) لأنه يدل على البعد و العلو ، بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه و قربه من السائلين !
 
3-   أنه تعالى لم يعلق الإجابة بالمشيئة كأن يقول (أجيبه إن أشاء) ، بل قطع و أكد بأنه يجيب دعوة الداع.
 
4-   أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط ، فلم يقل (إذا دعان أستجب له) و ذلك للدلالة على قوة الإجابة و سرعتها.
 
5-   أنه قال ((أجيب دعوة الداع إذا دعان)) و لم يقل (أجيب دعوة الداع إن دعان)  و في هذا معانٍ بلاغية غاية في الدقة، منها أنه استخدم أداة الشرط ((إذا)) و لم يستخدم أداة الشرط ((إن)) ، فما الفرق بينهما؟
السبب أن (إن) تستخدم للأحداث المتباعدة و المحتملة الوقوع و المشكوك فيها و النادرة و المستحيلة ، كقوله ((قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)) و قوله ((و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)) لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين ، و قوله ((ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ، و لم يقل (إذا) استقر مكانه و قد علمنا أن الجبل دك دكاً! و كقوله ((قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)). بينما (إذا) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع ، مثل قوله ((كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت)) لأن الموت واقع لا محالة ! و قوله ((و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)) و قوله ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم)) و قوله ((فإذا قضيت الصلاة)) ، و لذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي ب (إذا) و لم تأت بـ (إن) ، مثال ذلك قوله ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) و قوله ((إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت و إذا الجبال سيرت ...)) و قوله ((إذا وقعت الواقعة)) و غيرها من أحدث يوم القيامة حيث لم تأت أيا ًمنها بأداة الشرط (إن) لأنها تحتمل الندرة و عدم الوقوع.
و من روعة هذا البيان هو حينما تأتيان معاً في موضع واحد فيستخدم (إذا) للكثرة و (إن للندرة) مثل قوله تعالى ((إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. و إن كنتم جنبا )) فجاء بأ (إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و (إن) للجنب لأنه نادر الحصول ، و مثل قوله ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ)) فالإحصان متكرر و الفاحشة من النوادر!
فمن هذا نفهم أن المعنى من قوله تعالى ((إذا دعانِ)) أنه يشير إلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً ! لأن الله يغضب إن لم يدعَ ، و القلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ ، ألم تر إلى قوله تعالى ((فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون ، فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم)) و قوله ((و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون)).
 
6-   ثم لاحظ أنه قال ((أجيب دعوة الداع)) و لم يقل ((أجيب الداع)) ! لأن الدعوة هي المستجابة و ليس شخص الداع ، و في هذا إشارة دقيقة جداً إلى مكانة الدعوة بغض النظر عن شخصية الداع!
 
7-   قال ((عبادي)) بالياء و لم يقل ((عبادِ))  فما الفرق؟
((عبادي)) تشير إلى عدد أكبر من ((عباد)) فالياء تعني أن مجموعة العباد أكثر ، أي يجيبهم كلهم على اختلاف ايمانهم و تقواهم ، كقوله تعالى للدلالة على الكثرة ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)) و المسرفون كثر ، و كقوله ((قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)) لأن أكثرهم يجادل ،  أما للقلة فيقول ((فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) و هؤلاء قلة ، و قوله ((وقل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)) و المتقون قلة !
 
8-   لاحظ أنه قال : ((أجيب دعوة الداع)) و كان القياس أن يقول (أجيب دعوتهم)! و ذلك للدلالة على أنه يجيب دعوة كل داع و ليس فقط دعوة السائلين ، فوسع دائرة الدعوة و لم يقصرها على السائلين.
 
9-   قال ((فإني قريب)) و لم يقل (أنا قريب) و هذا توكيد بـ (إن) المشددة للتوكيد ، لأن أنا غير مؤكدة.
 
10 - أن الآية توسطت آيات الصوم ، وهذا يعني أن الدعاء ديدن الصائم و أن للصائم دعوة لا ترد كما ورد في الأثر ( ما لم تكن بقطيعة رحم).
الدعاء شعار الصائمين ، ومن عظمة الدعاء و منزلته عند الله أن الله أحاطه بآيات الصوم الذي قال عنه في الحديث القدسي ((الصوم لي و أنا أجزي به) لأن الصوم من شعائر الإخلاص لله لأنه شَعيرة غير ظاهرة الأثر على صاحبها ما لم يرائي ، فكذا الدعاء أراده الله أن يكون خالصاً له  و هو الذي يجزي به من دون شرك فيه لأحد ،

من دون واسطة نبي أو ولي.
 
 

الخميس، 3 مايو 2018


ليبيا – بعد سنتين ونصف من إختطافهم وسط مدينتهم ومسقط رأسهم فى مدينة صرمان شهر ديسمبر 2015 إنتهت محنة إختطاف أطفال الشرشاري بأسوأ سيناريو لها وهو العثور على جثامينهم قتلى فى جريمة يندأ لها جبين البشرية جمعاء .
فقد عثر جهاز المباحث الجنائية اليوم السبت على جثامين الاطفال الثلاثة قتلى وقد دفنت جثثهم فى غابة البراعم جنوب صرمان فى الوقت الذي كانت فيه أسرتهم المكلومة تبحث عنهم متمسكة بأي بصيص أمل قد يقود إليهم أحياء لكن وحشية القاتل أبت إلا أن تذيق الاسرة وعموم الليبيين جرعة مريرة من الالم .
بدأت فصول القضية تتكشف عندما داهم جهاز المباحث الجنائية وكراً للخاطفين يوم 15 مارس الماضي قتل فيه عدد من أشقاء المتورط الرئيسي فى العصابة وشركائه فى الجريمة ألا وهو المدعو النمري المحجوبي القائد الميداني لسرية البركان .
قائد التشكيل العصابي / المتطرف النمري المحجوبي
أصيب النمري فى المداهمة بجروح خطيرة وكان الامل أن يبقى على قيد الحياة بعد نقله الى المستشفى علّه يقود الاسرة الى معرفة مصير أطفالهم الثلاثة ومكان إحتجاز ، ذهب وشقيقيها محمد و عبدالحميد ، وعند تحسن حالته الصحية واستفاقته من غيبوبته أدلى بدلوه ليؤكد تصفيته وعصابته للأطفال ودفنهم فى المكان الذي إستخرجهم منه جهاز المباحث الجنائية .
تعد سرية البركان من أبرز الكتائب المشاركة فى عملية فجر ليبيا والتي تلقت دعماً من المؤتمر الوطني العام حينها برئاسة نوري ابوسهيمين ورئاسة أركانه بقيادة عبدالسلام جاد الله وتتخذ قيادتها من المفتي الصادق الغرياني مرجعية لها أسوة بنظرائها فى غرفة عمليات ثوار ليبيا بقيادة المتطرف شعبان هدية المكنى ” أبوعبيدة ” والحرس الوطني وسرايا الدفاع ومجالس الشورى فى بنغازي ودرنة وأجدابيا .
أما ماجد يوسف المحجوبي آمر السرية وهو إبن عم النمري المحجوبي والذي يعد كذلك شريكاً أساسياً فى جريمة خطف الاطفال المجني عليهم فيعد من أبرز ضيوف قناة التناصح الذراع الاعلامي للمفتي الغرياني والتي تستضيفه باستمرار كلما إستجد أمر فى صرمان بصفته يمثل الجناح العسكري الأقرب فى المدينة لعقيدة دار الافتاء وقادتها  .
مجدداً ، وككل يوم ، تستفيق ليبيا على جمر الأزمات وجحيمها ، وتنام على فقد الأبرياء وانتهاك حرمات أرواح أطفال لا ذنب لهم ولا جريرة الا وجودهم فى زمن إنعدمت فيه الانسانية لدى وحوش ومسوخ على أشكال بشر ، يغلفون جرائمهم بغلاف الثورة ومبادئها والحفاظ عليها والدفاع عنها ويجملونها بفهم مشوه لدين سمح جعلوه مطية لإجرامهم وعربدتهم فى بلاد أصبحوا سادتها بعد أن اصبحت رهينة لهم  .
وهو ما أظهرت جزء منه لقطات أرشيفية تحتفظ بها صحيفة المرصد الليبية ، إستضافت خلالها قناة التناصح الجاني النمري المحجوبي يوم 21 اكتوبر 2015 أي قبل شهر ونيف من قيامه بجريمة خطف الاطفال وذلك خلال مشاركته وزمرة من متطرفي صبراتة وصرمان والزاوية فى القتال بجبهة الطويلة جنوبي مدينتهم إثر عملية فجر ليبيا التي كان المفتي عرابها وإمامها الاول هو وشركاء الامس ، أعداء اليوم ، ممثلين فى أحزاب وقيادات جماعة الاخوان المسلمين او مايعرف اصطلاحاً بالاسلام السياسي الذي رعى تلك العملية عقب هزيمة انتخابات 2014 قبل أن ينسلخ عن جلده الى الوفاق ومؤخراً باعترافه بأخطاء الماضي باهظة الثمن .
وكالعادة ، ولأن كلمة ” الله أكبر ” أصبحت مفتاحاً كودياً للقتل والدمار والخطف والتنكيل لدى هؤلاء المتأسلمين الذين أذاقوا الليبيين سوء عذاب الاجرام والقتل واللصوصية ، ظهر المحجوبي فى لقاء التناصح ملتحياً وهو يهلل باسم الخالق مكبراً لدحر ما وصفه بجيش القبائل ، ذلك المصطلح الذي يمثل فرية كبرى إختلقها عرابوا التطرف وإعلامهم لتقسيم الليبيين أكثر وأكثر بين قبائل شريفة وأخرى نجسة يحل قتلها وقتالها .
ارشيفية – صور أطفال الشرشاري ووالدهم والقتلى من عصابة النمري المحجوبي فى مداهمة مارس الماضي
ليست جريمة خطف وقتل أطفال الشرشاري أولى الجرائم فى ليبيا ولن تكون آخرها إلا أن بشاعتها فاقت كل حدود المنطق الاجرامي ويعجز أمامها العقل البشري لكبار خبراء علم الجريمة .
ولطالما إستمر السلاح خارج مكان الطبيعي وإستمر حاملوه فى التخفي خلف شعارات الدولة ولطالما إستمر مشائخ الدم فى تصدير الفتوى لهم على إعتبارهم ، حصراً فرقة ناجية ،  والآخرون بغاة وفى ضلال مبين ، ولأن الحكومات المتعاقبة لازالت لا تجرؤ على مواجهة من جعلوا من السلاح المنهوب من معسكرات الدولة ترسانة خاصة لهم وبأيدولوجيتهم ومشاريعهم المستوردة بل وتضفي عليهم طابع الشرعية وتدفع لهم وتمولهم من خزائن مصرف ليبيا المركزي فأن كل أطفال الليبيين دون إستثناء هم مشاريع مؤجلة لأطفال الشرشاري، يقول مراقبون

عجائب الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ   عجائب   الإنسان ـ كمية الحرارة التي تنب...