ليبيا – بعد سنتين ونصف من إختطافهم وسط مدينتهم ومسقط رأسهم فى مدينة صرمان شهر ديسمبر 2015 إنتهت محنة إختطاف أطفال الشرشاري بأسوأ سيناريو لها وهو العثور على جثامينهم قتلى فى جريمة يندأ لها جبين البشرية جمعاء .
فقد عثر جهاز المباحث الجنائية اليوم السبت على جثامين الاطفال الثلاثة قتلى وقد دفنت جثثهم فى غابة البراعم جنوب صرمان فى الوقت الذي كانت فيه أسرتهم المكلومة تبحث عنهم متمسكة بأي بصيص أمل قد يقود إليهم أحياء لكن وحشية القاتل أبت إلا أن تذيق الاسرة وعموم الليبيين جرعة مريرة من الالم .
بدأت فصول القضية تتكشف عندما داهم جهاز المباحث الجنائية وكراً للخاطفين يوم 15 مارس الماضي قتل فيه عدد من أشقاء المتورط الرئيسي فى العصابة وشركائه فى الجريمة ألا وهو المدعو النمري المحجوبي القائد الميداني لسرية البركان .
أصيب النمري فى المداهمة بجروح خطيرة وكان الامل أن يبقى على قيد الحياة بعد نقله الى المستشفى علّه يقود الاسرة الى معرفة مصير أطفالهم الثلاثة ومكان إحتجاز ، ذهب وشقيقيها محمد و عبدالحميد ، وعند تحسن حالته الصحية واستفاقته من غيبوبته أدلى بدلوه ليؤكد تصفيته وعصابته للأطفال ودفنهم فى المكان الذي إستخرجهم منه جهاز المباحث الجنائية .
تعد سرية البركان من أبرز الكتائب المشاركة فى عملية فجر ليبيا والتي تلقت دعماً من المؤتمر الوطني العام حينها برئاسة نوري ابوسهيمين ورئاسة أركانه بقيادة عبدالسلام جاد الله وتتخذ قيادتها من المفتي الصادق الغرياني مرجعية لها أسوة بنظرائها فى غرفة عمليات ثوار ليبيا بقيادة المتطرف شعبان هدية المكنى ” أبوعبيدة ” والحرس الوطني وسرايا الدفاع ومجالس الشورى فى بنغازي ودرنة وأجدابيا .
أما ماجد يوسف المحجوبي آمر السرية وهو إبن عم النمري المحجوبي والذي يعد كذلك شريكاً أساسياً فى جريمة خطف الاطفال المجني عليهم فيعد من أبرز ضيوف قناة التناصح الذراع الاعلامي للمفتي الغرياني والتي تستضيفه باستمرار كلما إستجد أمر فى صرمان بصفته يمثل الجناح العسكري الأقرب فى المدينة لعقيدة دار الافتاء وقادتها .
مجدداً ، وككل يوم ، تستفيق ليبيا على جمر الأزمات وجحيمها ، وتنام على فقد الأبرياء وانتهاك حرمات أرواح أطفال لا ذنب لهم ولا جريرة الا وجودهم فى زمن إنعدمت فيه الانسانية لدى وحوش ومسوخ على أشكال بشر ، يغلفون جرائمهم بغلاف الثورة ومبادئها والحفاظ عليها والدفاع عنها ويجملونها بفهم مشوه لدين سمح جعلوه مطية لإجرامهم وعربدتهم فى بلاد أصبحوا سادتها بعد أن اصبحت رهينة لهم .
وهو ما أظهرت جزء منه لقطات أرشيفية تحتفظ بها صحيفة المرصد الليبية ، إستضافت خلالها قناة التناصح الجاني النمري المحجوبي يوم 21 اكتوبر 2015 أي قبل شهر ونيف من قيامه بجريمة خطف الاطفال وذلك خلال مشاركته وزمرة من متطرفي صبراتة وصرمان والزاوية فى القتال بجبهة الطويلة جنوبي مدينتهم إثر عملية فجر ليبيا التي كان المفتي عرابها وإمامها الاول هو وشركاء الامس ، أعداء اليوم ، ممثلين فى أحزاب وقيادات جماعة الاخوان المسلمين او مايعرف اصطلاحاً بالاسلام السياسي الذي رعى تلك العملية عقب هزيمة انتخابات 2014 قبل أن ينسلخ عن جلده الى الوفاق ومؤخراً باعترافه بأخطاء الماضي باهظة الثمن .
وكالعادة ، ولأن كلمة ” الله أكبر ” أصبحت مفتاحاً كودياً للقتل والدمار والخطف والتنكيل لدى هؤلاء المتأسلمين الذين أذاقوا الليبيين سوء عذاب الاجرام والقتل واللصوصية ، ظهر المحجوبي فى لقاء التناصح ملتحياً وهو يهلل باسم الخالق مكبراً لدحر ما وصفه بجيش القبائل ، ذلك المصطلح الذي يمثل فرية كبرى إختلقها عرابوا التطرف وإعلامهم لتقسيم الليبيين أكثر وأكثر بين قبائل شريفة وأخرى نجسة يحل قتلها وقتالها .
ليست جريمة خطف وقتل أطفال الشرشاري أولى الجرائم فى ليبيا ولن تكون آخرها إلا أن بشاعتها فاقت كل حدود المنطق الاجرامي ويعجز أمامها العقل البشري لكبار خبراء علم الجريمة .
ولطالما إستمر السلاح خارج مكان الطبيعي وإستمر حاملوه فى التخفي خلف شعارات الدولة ولطالما إستمر مشائخ الدم فى تصدير الفتوى لهم على إعتبارهم ، حصراً فرقة ناجية ، والآخرون بغاة وفى ضلال مبين ، ولأن الحكومات المتعاقبة لازالت لا تجرؤ على مواجهة من جعلوا من السلاح المنهوب من معسكرات الدولة ترسانة خاصة لهم وبأيدولوجيتهم ومشاريعهم المستوردة بل وتضفي عليهم طابع الشرعية وتدفع لهم وتمولهم من خزائن مصرف ليبيا المركزي فأن كل أطفال الليبيين دون إستثناء هم مشاريع مؤجلة لأطفال الشرشاري، يقول مراقبون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق