الدين .. حب وحياة صالحة
لنحاول أن نتعرف على ( طريق السير ) و ( قانون السير ) و ( مقصد السير ) بطريقة أخرى... دعونا نتأمل في هذه الطائفة من الأحاديث الشريفة :
- ( الدين.. الحب ).
- ( الدين.. المعاملة ).
- ( الدين.. النصيحة ).
- ( الدين.. الرفق ).
- ( الدين.. يسر ).
- ( الدين.. يعصم ).
إن العابد من أتباع موسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس, عانياً بما يصلحهم.
ويقول أبو العلاء المعري :
ما الخير صوم يذوب الصائمون له ولا صلاة ولا صوف على الجـــسد
وانما هو ترك الشـــــــــــر مطرحاً ونفضك الصدر من غل ومـن حسد
إن الدين الحقيقي هو الحياة الصالحة !!!
فالدين.. يخلق الحب ويزرعه وينميه بين الناس.. وهو في حرب ضد الحقد والبغض والقلوب السوداء, والمشاعر العدوانية, وأساليب الضعف, فالدين رباط وثيق يجمع القلوب ويصافيها.. ويدانيها.. ويؤنس بعضها ببعض.
والدين.. هو الأسلوب الغني في التعامل مع الآخر.. باللطف والمودة والاحترام والتسامح والتقدير والإنصاف والحب له.. ومساعدته على تجاوز ضعفه أو ظلمه : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً "...
الدين.. أن تنصح أخاك الإنسان ولا تغشه.. تقول له الحقيقة.. وتدله على الأشياء الجيدة النافعة.. وتشير عليه بالاختيارات الصحيحة.. وتحذره من نتائج التصرفات السلبية, والقرارت غير المدروسة والأحكام المشرعة.. فكأنه بوصلة تدل على الطريق وتهدي إليه..
الدين.. نسائم الرفق تهب على العائلة.. وحمائم السلام ترفرف على المجتمع.. وعبق الأخلاق ينعش النفوس أينما اتجه بصاحبه, فكأنه حديقة عاطرة متنقلة : { واجعلني مباركاً أينما كنت } مريم : 31
الدين.. سهل.. وسمح ويسير, فالمحمدية السهلة السمحة هي إقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصيام شهر رمضان, وحج البيت, والطاعة لله, وأداء حقوق الناس.
الدين.. عاصم.. يحفظ لك - بعلامات مروره وإشاراته الضوئية - سلامتك وسلامة الآخرين, ويقيك الحوادث المؤسفة.. وينجيك من المزالق والمطبات والأخطار.. فهو صمام أمان.. وإصلاح ما فسد من أمور الناس.. وتطوير دنيا وحياة الناس.. والتخفيف من آلام الناس : " خير الناس من نفع الناس ".
الدين.. ترك الشر.. فكل العبادات والأخلاق والأحكام تهتف بصوت واحد : كن يا أيها الإنسان إنساناً صالحاً !!!
بهذه المعاني.. كيف نفهم الدين ؟!!
هل هو حاجة ثانوية ؟!!.. نحتاج إليها في بعض الأحيان, أو قد لا نحتاج إليها البتة, أي يمكن الاستغناء عنها ؟!!.. أم هو حاجة أساسية ودائمة وملازمة, أي مصاحبة لنا في كل الأوقات, ولا يمكن أن نتخلى عنها.. لأننا نكون حينذاك كمن يغمض عينيه ويترك مقود السيارة يقودها بدون إرادة منه ؟!!.. هل ستسير السيارة في الطريق الصحيح ؟!!.. وكيف يمكن أن تكون النتائج ؟!!
إن صلب الدين وحقيقة الإيمان ما تكشف عنه الطائفة التالية من الأحاديث التي تعبر عن حقيقة أن الإيمان عمل كله..
خاطب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين قائلاً : " ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمناً ؟!!
قالوا : بلى !!
قال صلى الله عليه وآله وسلم : لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم !!
وقال له رجل : أحب أن يكمل إيماني !!؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : "حَسِّنْ خُلقك يَكمُل إيمانك ".
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أكملكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير ".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : " لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان ".
وورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم : " إن من حقيقة الإيمان, أن تؤثر الحق, وإن ضرك على الباطل وإن نفعك ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " رأس الإيمان الصدق ".
وجاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم : " من سرته حسنته وساءته سيئة فهو مؤمن ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إذا أردت أن تعرف أن فيك خيراً والله يحبك, فانظر إلى قلبك, فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك, وإن كان يبغض أهل طاعة الله, ويحب أهل معصيته, فليس فيك خير والله يبغضك, والمرء من أحب ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق