هناك أخطاء في باب التوبة وهي التي تدفع العصاة منهم إلى التسويف في التوبة أو الصد عنها، أو تعود ببعض التائبين إلى السقوط مرة أخرى في حبائل الأهواء والشهوات ومن هذه الأخطاء : توبة الكذابين: وذلك أن بعض الناس يتوقف عن العصيان لوقت قصير، بسبب مرض أو موقف معين. ولكن لا يلبث أن يعود إليه مرة أخرى وهؤلاء لم يتوبوا توبة نصوحا، بل لقد أمِنُوا مكر وسيطرت عليهم الشهوات، وتمكنت منهم المعاصي، فلا فكاك لهم منها، إلا أن يأذن الله لهم بذلك.
بكى سفيان الثوري رحمه الله ذات ليلة إلى الصباح فلما أصبح قيل له: أكلُّ هذا خوفا من الذنوب؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال: الذنوب أهون من هذه وإنما أبكي خوفا من سوء الخاتمة .
سؤال : ما الحكمة في إمهال الله تعالى العصاة؟ الجواب: قيل ليُرِى العباد أن العفو والإحسان أحب إليه من الأخذ والانتقام، وليعلموا غاية شفقته وبره وكرمه. والله حليم صبور يمهل عباده العصاة حتى يتوبوا، " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ "(سورة النحل: 61) .
سؤال : لم قدر الله الذنوب على العباد؟ الجواب: قيل: لئلا يعجبوا بأنفسهم وأيضا: ليرغم إبليس؛ لأن الصياد إذا اصطاد وذهب من الشبكة ما اصطاده، كان غمه أكثر مما لم يصده وأيضا: لسروره صلى الله عليه وسلم بشفاعته، وأيضا قال يحيى بن معاذ الرازي: أوقعهم أي ألقاهم في الذنوب ليعرفهم فاقتهم إليه، ثم أنجاهم ليعرفهم كرامته عليهم .
سؤال: كيف يتخلص الإنسان من قسوة القلب وما هي أسبابها؟ الجواب: أسباب قسوة القلب الذنوب والمعاصي وكثرة الغفلة وصحبة الغافلين والفساق كل هذه الخلال من أسباب قسوة القلب ومن لين القلوب وصفاتها وطمأنينتها طاعة الله جل وعلا، وصحبة الأخيار، وحفظ الوقت بالذكر وقراءة القرآن والاستغفار، ومن حفظ وقته بذكر الله، وقراءة القرآن، وصحبة الأخيار، والبعد عن صحبة الغافلين والأشرار، يطيب قلبه ويلين. قال تعالى "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"(سورة الرعد: 28)
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، الشيخ ابن باز) .
قال تعالى: "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ"(سورة المطففين: 7) قال أبو عبيدة والأخفش: أي لفي حبس وضيق شديد .
قال سبحانه "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (سورة طه: 124). فالذنوب سبب للنكد وضيق العيش في الدنيا والآخرة لذلك كانت التوبة سبيلا قويما لتفريج الهموم وطمأنينة النفس. وراحة البال في الدنيا والنجاة يوم الحساب .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق