الخميس، 21 يوليو 2016

 
888                                                                                                  أشهد بأن الطيور كانت من أجمل مخلوقات الله
 هذا ما كنت أؤمن به
  
يومها كنت صغيرا
وهمي في هذه الدنيا أمي وأبي والطيور
  
وعندما وضعت أنامي على أول سلم من الحياة
 أخذ الحرف يدخل ذاتي
وكانت هذه الحروف والكلمات قانون حياتي
وحطمت باقي الأصنام لأني كنت يومها قويا
  
وكنت ممن يؤمنون بأن الحرف والكلمة
هما من يؤلفان قصة الحب الحقيقية في الحياة
لهذا كان الحب الأول لأمي حيث وجدت الحنان
وطلبت من أمي أن تسامحني يوم دخل حب أبي الى قلبي
وكنت سعيدا للغاية مجبولا بأروع العواطف والشعور
   
وفجأة كان هناك زائر جديد لقلبي
حب الحرف والكلمة وأيضا ما هنالك من أبعاد
  
هنا تبددت الأوهام وسقط الحاجز الحقيقي للدنيا
وإعتبرت أن هذا الحب حقيقي
كنت أمضي الساعات الطويلة مع الكلمة والحرف
لأني أجد ذاتي
 
حتى أمي كانت تقول لي
 
 ألم تتعب بعد
 
 
وكنت بالفعل لا أشعر بالتعب ولا الملل
كنت عندما أغضب أسارع الى الحرف والكلمة
وعندما أبكي أستعين بالكلمة والحرف
  
كنت أنسى أن أقص شعري مرارا
لأني كنت أرسم الحياة التي أحبها
 
من الكلمات والحروف
 كانت الغيوم تخرج الى سمائي
والأمطار تزين زجاج نافذتي
والطيور تطير بألوانها الرائعة
هذه حمامة بيضاء , وتلك سوداء , وهنا رمادية اللون
الكل كان بأفكاري يطير ويسبح في السماء
 
وذات مرة سألتني أمي
 
ألم تتعرف على صديق ما ؟
  
إبتسمت وقلت لها
 
 لي ألف صديق وصديق
 
 
وأخبرتها أن هذه الحروف
 هي صديقي وحبي وأملي وسعادتي
  
مع الحروف مارست دائما الصدق والإخلاص
لم أكذب عليها مهما كانت الظروف
ولم أكن قاسيا معها
  
هذه الكلمات والحروف أخرجتني من غبار الدنيا
معها وصلت الى تجربة الحياة
وأعطيت , وأعطيت
بكل ما أملك من حب
 لهذه البيادر والسهول من الورق
  
كنت أكتب برائحة الورد , وبنسمة الهواء ,
 وبشروق الشمس
ومع الفجر, وقبل الصلاة , وبعد الصلاة
  
فشكرا للكلمة ولمن وهبني حب الكلمة  
لم أكن في لحظة ما نصف عاشق للحرف.
بل كنت بكل خطوة أملأ عالمي بالحب
  
ولم أكن ضائعا بين الحروف
 فلقد عرفت ما لي وما لغيري
 
وكانت الكلمات أول وآخر
 ما تشاركني حزني وإرهاقي
 
 
فكانت تبللني بحروفها وبألوانها
وبفواصها ونقاطها ومسافاتها
 
  
مع حروفي أنا منفي , غريق , غريب , خائف
كنت دائما أخاف من أن تكون أشواقي ناقصة
وشعوري ما زالت طفلا
وبأن الباب لم يفتح بصدق على الحياة 
 
ولكن فهمت بأن لا لزوم لإن أودع الحياة الآن
 ولا أن أكون جامدا
ولا أن أتوقف عن الكتابة
 لأن سيدتي الكلمة تريد المزيد ولا ترتوي
  
ولهذا تجدني أبحث
عن أندر الكلمات وأجمل الحروف
وأهربها عبر الزمن لمن يحب ويهوى هذه الحروف والكلمات 
لقد حل التعب بقلمي
لأني قلت منذ البداية أني والكلمة والحرف توأم
لهذا تركت القلم
يستلقي في رحلة هدوء بعيداعن الكلمة حتى يرتاح
 
 
ولكن بالرغم من الجبال والوديان والسهول
سوف أعود لأكتب من جديد
الى طفلتي الكلمة , والى أختي الحرف ,

والى فكري الكلمة والحرف

ليست هناك تعليقات:

عجائب الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ   عجائب   الإنسان ـ كمية الحرارة التي تنب...