الدين أفيون الشعوب الصراع الطبقي
يسأل الملحد , أوَليس الدين هو من يعد الطبقة الفقيرة بالجنة والحياة بعد الموت ليرضوا بفقرهم وحياتهم البائسة تاركين الأغنياء يتمتعون بنعيمهم بحجة أنه من حقهم وأن الله خلق الناس درجات ؟ ألا يمكن ألاّ يكون قد جاء من السماء ولكنه أتى من الأرض لكي يحقق سيطرة طبقة على طبقة أخرى ؟
يجيب صاحبه بأن لو كان أفيونا ً لكان يحلل من المسؤوليات ويهرب منها , ولكنه بعكس ذلك فهو تكليف وأعباء على معتنقه أن يقوم بها, وبأنه لم يأتِ لكي يصهر الطبقات كما تفعل الاشتراكية أو ليجعل بعضها تستعبد بعضها كما تفعل الرأسمالية, بل أتى ليحقق التكامل بينها ليصبح المجتمع الإنساني متناسق مع الكون المتكامل بعضه مع بعض. فالغني عليه دفع الزكاة للفقراء وليس دفع الضريبة للدولة كما في المجتمع الرأسمالي. وهو يستطيع تكوين ثروته الخاصة ليس كما في المجتمع الاشتراكي. لذا يعيش الغني والفقير في تكامل وتساوي بالفرص. ولو كان أتى من الأرض من أجل تحقيق سيطرة طبقة على أخرى لما كان للفرد فيه كل هذا الاهتمام والاحترام, فالفرد بالإسلام يساوي الإنسانية كلها , قال الحق جل في علاه ( من قتل نفسا ً بغير نفس أو فسادا ً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ). 32 المائدة . ولو كان أتى ليشرع سيطرة طبقة على طبقة لما قال الله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا ً أربابا ً من دون الله ) 64 آل عمران.
وحكاية لام المرأة مع الإس
مدخل المساواة بين الجنسين
قال الرجل الملحد لصديقه المؤمن , ألا ترى بأن الإسلام موقفه رجعي مع المرأة ؟ فهناك تعدد الزوجات , وبقاء المرأة في البيت , والحجاب, والطلاق الذي في يد الرجل , وحكاية ما ملكت أيمانكم ؟
فما كان من صاحبه المؤمن إلاّ أن قال له , الإسلام الذي خصصته بالاتهام دون بقية الأديان بالرجعية في معاملة المرأة في الحقيقة هو الدين الذي أنصفها, فبداية بقضية تعدد الزوجات فهو لم يشرعه إلا بشرط وهو في قوله تعالى ( وإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة ) 129 النساء. فالعدل أساس في التعدد, كما أن التعدد في صالح المرأة كما هو في صالح الرجل, فهو أفضل من تعدد " العشيقات " الذي يمارس في الغرب والذي ينتج أبناء السفاح والخيانات الزوجية. كما أن المرأة التي تظن بأن الإسلام يظلمها بهذا الأمر تعرف أن الرجل متزوج بامرأة أخرى, لذا فأنت تنظر لطرف واحد وهو المرأة الأولى وعلى هذا تبني حكمك بأنه ظلم النساء جميعا ً, ولكن ماذا عن الزوجة الثانية ؟ أليس الإسلام قد أنصفها وأعطاها الحق بدل أن تكون مجرد "عشيقة " ؟ ألم يجعلها بدل ذلك تتمتع بالأمان الأسري والعاطفي وحق الإنجاب وتربية الأطفال؟ . أما قضية بقائهن بالبيوت فقد قال الحق ( وقرن في بيوتكن ) 33 الأحزاب. وهو موجه لأمهات المؤمنين زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ليكن القدوة العليا لبقية المؤمنات. ومع هذا نجد المرأة في الإسلام شاركت زوجها بكفاحه وساعدته, فلقد ذهبن أمهات المؤمنين مع النبي الأكرم في غزواته وحروبه. وفي السيرة النبوية تجد المؤمنات يساعدن أخوانهم المؤمنين ويطببن جراحاتهم في الحروب. والإسلام لا يمنع المرأة التي تحتاج لأن تخرج وتعمل. ولكنه أعطاها مهمة عظيمة كمهمة الرجل ولعلها أعظم وهي تربية الإنسان وصنعه, وأنظر يا صديقي في حال المجتمعات التي تتغني بها حيث تعمل المرأة لتنافس زوجها بالكسب ويرمى الأولاد بالحضانات وكأنهم أيتام لا يذوقون نعيم الحنان ولا أمان حب أمهم كيف يكبرون ليصبحوا مشوهين عاطفيا ً. أما عن الحجاب فالإسلام دين واقعي وعملي ويعرف أن المرأة أجمل من الرجل وأضعف منه جسديا ً وأرق منه عاطفيا ً لذا يقوم بحمايتها بسترها, لذا تجد جرائم الاغتصاب في المجتمعات الإسلامية لا تقارن عدديا ً بمثلها بالمجتمعات المنحلّة. أما الطلاق فهو ليس في يد الرجل فقط, فتستطيع المرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة تماما ً مثل الرجل. والإسلام يعطي المرأة مالا تعطيه أي ديانة ولا أي مجتمع في الزواج, فهو الدين الوحيد الذي يشترط المهر ولها الحق في التصرف في أملاكها ولا تفقد اسم عائلتها بعد زواجها. كما أن النفقة لا تجب عليها بل على الزوج. أما حكاية ( ما ملكت إيمانكم ) فهي تجر إلى السؤال عن (الرق ). والإسلام لم يدعو إلى الرق بل إلى تصفيته والتقليل منه, ففي كل كفارة تجد ( تحرير رقبة ) وهو الذي منع تحويل الأسرى إلى رقيق كما كانت تفعل جميع شعوب الأرض , حيث قال الحق سبحانه ( فأما منا بعد وأما فداء ) 4 محمد . أي فما أن تمن عليه وتطلق سراحه أو أن تطلب منه الفدية ليطلق سراحه. ثم حين تصل إلى الرق في المعاشرة فالإسلام حرمها إلا على سيدها فقط, فهي لا تحل للسيد ولابنه وإذا أنجبت منه ولدا ً فإنها تصبح حرة.
الروح
محاولة لمس مالا يلمس
قال الملحد لصاحبه , ما دليلكم على أن الإنسان له روح ؟ أي أنه ليس مجرد جسد من ذرات؟
فقال له صاحبه, لقد أثبت الله لنا الروح لأنه ذكرها في كتابه ولكنه أخبرنا بأننا لن نستطيع أن نعرف ماهيتها لأنه قال سبحانه ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا )85 الإسراء. ولكن سأضرب لك مثلا ً بسيطا ً , وهو لو كنت راكبا ً بقطار يسير بنعومة على سكة الحديد , فما كنت لتعرف بأنه يتحرك إلا إن نظرت من خلال النافذة للعالم خارجه. وكذلك أنت لا تستطيع رؤية دوران الكوكب إلا بالقمر الصناعي الذي يطير فوقها, وهكذا الشيء لا يدرك إلا بالخروج عنه. إذا ً أخبرني كيف كان يصح لنا أن ندرك الزمن لو أننا كانا مجرد أجساد وكائنات زمنية ؟. ألا يعني هذا أن لنا وعي أكبر يتخذ الخلود منبعا ً له ليراقب به تغير الأشياء الزمنية؟
حينها سأل الملحد مرة ثانية , إذا ً وما موقف دينكم على قضية تحضير الأرواح ؟
فقال له صاحبه , ديننا يخبرنا أن هناك عالما ً آخر يسمى البرزخ تستقر بها الأرواح بعد مرورها بعالم الحياة الدنيا, وأن أرواح المؤمنين قد تزور أحبابها حين يأذن الله لها بالمنام أو بغيره, وأن تحضير الأرواح ليس إلاّ دجل, وإن كان هناك نوع من التواصل فهو ما يقول عنه الهنود بأن الأرواح السفلية هي من تأتي لتضحك وتسخر من البشر الحاضرين لتلك الجلسات, فهم _ أي تلك الأرواح _ تعلم شيئا ً عن الميت الذي يريد البشر تحضير روحه ويدعون بأنهم هم أرواح لأولئك البشر. ونحن كمسلمين نقول بأنه قد يكون هو القرين من يأتي في تلك الجلسات ليدعي بأنه روح الميت فيقلد صوته ويتقمص شخصيته ليسخر من الجهلة. والقرين هو الجني المصاحب للإنسان, ونحن نعلم بان الجن يعمرون أكثر من البشر. وهم يسخرون من البشر لكرههم لهم, أما الجن المؤمن فهو يترفع عن هذا بالأساس. ولي بذلك مثال , فلو أنك قرعت جرس المكتب فسيأتي لك الخادم ليجيبك لا السيد. ولعلك تسخر من هذا ولا تصدقه, وأنا أتفهم هذا , تماما ً كما أتفهم شعور رجل عاش قبل مائة سنة حين أخبره بأن هناك موجات بالهواء فيها أصوات وصور, وبأن هناك أشعة تستطيع اختراق الحديد والعظم وتكشف ما خلفها.
الضمير
القاضي الداخلي
قال الملحد , أنتم تتحدثون عن الضمير بتقديس كما لو أنه شيء مطلق , مع أنه صنيعة المجتمع ؟
فما كان جواب صاحبه ألا أن قال , الخطأ الأكبر في تصورك بأن الضمير صنعه المجتمع ليحمي نفسه من تصرفات الأفراد, وليس دليلا ً على كلامي هذا أكثر من أن الضمير هو شيء داخلي يرافق الإنسان منذ الطفولة وحتى المشيب, منذ الصباح حتى يضع رأسه على الوسادة. فلو كان صنيعة المجتمع لظهر في الجماعة واختفى في تفرد الشخص بنفسه, ولكنه لا يفعل. كما أنه ليس بصنيعة المجتمع لأنه دائما ً ما يحمي الفرد من ظلم المجتمع بقدر ما يحمي المجتمع من ظلم الفرد.
يسأل الملحد , أوَليس الدين هو من يعد الطبقة الفقيرة بالجنة والحياة بعد الموت ليرضوا بفقرهم وحياتهم البائسة تاركين الأغنياء يتمتعون بنعيمهم بحجة أنه من حقهم وأن الله خلق الناس درجات ؟ ألا يمكن ألاّ يكون قد جاء من السماء ولكنه أتى من الأرض لكي يحقق سيطرة طبقة على طبقة أخرى ؟
يجيب صاحبه بأن لو كان أفيونا ً لكان يحلل من المسؤوليات ويهرب منها , ولكنه بعكس ذلك فهو تكليف وأعباء على معتنقه أن يقوم بها, وبأنه لم يأتِ لكي يصهر الطبقات كما تفعل الاشتراكية أو ليجعل بعضها تستعبد بعضها كما تفعل الرأسمالية, بل أتى ليحقق التكامل بينها ليصبح المجتمع الإنساني متناسق مع الكون المتكامل بعضه مع بعض. فالغني عليه دفع الزكاة للفقراء وليس دفع الضريبة للدولة كما في المجتمع الرأسمالي. وهو يستطيع تكوين ثروته الخاصة ليس كما في المجتمع الاشتراكي. لذا يعيش الغني والفقير في تكامل وتساوي بالفرص. ولو كان أتى من الأرض من أجل تحقيق سيطرة طبقة على أخرى لما كان للفرد فيه كل هذا الاهتمام والاحترام, فالفرد بالإسلام يساوي الإنسانية كلها , قال الحق جل في علاه ( من قتل نفسا ً بغير نفس أو فسادا ً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ). 32 المائدة . ولو كان أتى ليشرع سيطرة طبقة على طبقة لما قال الله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا ً أربابا ً من دون الله ) 64 آل عمران.
وحكاية لام المرأة مع الإس
مدخل المساواة بين الجنسين
قال الرجل الملحد لصديقه المؤمن , ألا ترى بأن الإسلام موقفه رجعي مع المرأة ؟ فهناك تعدد الزوجات , وبقاء المرأة في البيت , والحجاب, والطلاق الذي في يد الرجل , وحكاية ما ملكت أيمانكم ؟
فما كان من صاحبه المؤمن إلاّ أن قال له , الإسلام الذي خصصته بالاتهام دون بقية الأديان بالرجعية في معاملة المرأة في الحقيقة هو الدين الذي أنصفها, فبداية بقضية تعدد الزوجات فهو لم يشرعه إلا بشرط وهو في قوله تعالى ( وإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة ) 129 النساء. فالعدل أساس في التعدد, كما أن التعدد في صالح المرأة كما هو في صالح الرجل, فهو أفضل من تعدد " العشيقات " الذي يمارس في الغرب والذي ينتج أبناء السفاح والخيانات الزوجية. كما أن المرأة التي تظن بأن الإسلام يظلمها بهذا الأمر تعرف أن الرجل متزوج بامرأة أخرى, لذا فأنت تنظر لطرف واحد وهو المرأة الأولى وعلى هذا تبني حكمك بأنه ظلم النساء جميعا ً, ولكن ماذا عن الزوجة الثانية ؟ أليس الإسلام قد أنصفها وأعطاها الحق بدل أن تكون مجرد "عشيقة " ؟ ألم يجعلها بدل ذلك تتمتع بالأمان الأسري والعاطفي وحق الإنجاب وتربية الأطفال؟ . أما قضية بقائهن بالبيوت فقد قال الحق ( وقرن في بيوتكن ) 33 الأحزاب. وهو موجه لأمهات المؤمنين زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ليكن القدوة العليا لبقية المؤمنات. ومع هذا نجد المرأة في الإسلام شاركت زوجها بكفاحه وساعدته, فلقد ذهبن أمهات المؤمنين مع النبي الأكرم في غزواته وحروبه. وفي السيرة النبوية تجد المؤمنات يساعدن أخوانهم المؤمنين ويطببن جراحاتهم في الحروب. والإسلام لا يمنع المرأة التي تحتاج لأن تخرج وتعمل. ولكنه أعطاها مهمة عظيمة كمهمة الرجل ولعلها أعظم وهي تربية الإنسان وصنعه, وأنظر يا صديقي في حال المجتمعات التي تتغني بها حيث تعمل المرأة لتنافس زوجها بالكسب ويرمى الأولاد بالحضانات وكأنهم أيتام لا يذوقون نعيم الحنان ولا أمان حب أمهم كيف يكبرون ليصبحوا مشوهين عاطفيا ً. أما عن الحجاب فالإسلام دين واقعي وعملي ويعرف أن المرأة أجمل من الرجل وأضعف منه جسديا ً وأرق منه عاطفيا ً لذا يقوم بحمايتها بسترها, لذا تجد جرائم الاغتصاب في المجتمعات الإسلامية لا تقارن عدديا ً بمثلها بالمجتمعات المنحلّة. أما الطلاق فهو ليس في يد الرجل فقط, فتستطيع المرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة تماما ً مثل الرجل. والإسلام يعطي المرأة مالا تعطيه أي ديانة ولا أي مجتمع في الزواج, فهو الدين الوحيد الذي يشترط المهر ولها الحق في التصرف في أملاكها ولا تفقد اسم عائلتها بعد زواجها. كما أن النفقة لا تجب عليها بل على الزوج. أما حكاية ( ما ملكت إيمانكم ) فهي تجر إلى السؤال عن (الرق ). والإسلام لم يدعو إلى الرق بل إلى تصفيته والتقليل منه, ففي كل كفارة تجد ( تحرير رقبة ) وهو الذي منع تحويل الأسرى إلى رقيق كما كانت تفعل جميع شعوب الأرض , حيث قال الحق سبحانه ( فأما منا بعد وأما فداء ) 4 محمد . أي فما أن تمن عليه وتطلق سراحه أو أن تطلب منه الفدية ليطلق سراحه. ثم حين تصل إلى الرق في المعاشرة فالإسلام حرمها إلا على سيدها فقط, فهي لا تحل للسيد ولابنه وإذا أنجبت منه ولدا ً فإنها تصبح حرة.
الروح
محاولة لمس مالا يلمس
قال الملحد لصاحبه , ما دليلكم على أن الإنسان له روح ؟ أي أنه ليس مجرد جسد من ذرات؟
فقال له صاحبه, لقد أثبت الله لنا الروح لأنه ذكرها في كتابه ولكنه أخبرنا بأننا لن نستطيع أن نعرف ماهيتها لأنه قال سبحانه ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا )85 الإسراء. ولكن سأضرب لك مثلا ً بسيطا ً , وهو لو كنت راكبا ً بقطار يسير بنعومة على سكة الحديد , فما كنت لتعرف بأنه يتحرك إلا إن نظرت من خلال النافذة للعالم خارجه. وكذلك أنت لا تستطيع رؤية دوران الكوكب إلا بالقمر الصناعي الذي يطير فوقها, وهكذا الشيء لا يدرك إلا بالخروج عنه. إذا ً أخبرني كيف كان يصح لنا أن ندرك الزمن لو أننا كانا مجرد أجساد وكائنات زمنية ؟. ألا يعني هذا أن لنا وعي أكبر يتخذ الخلود منبعا ً له ليراقب به تغير الأشياء الزمنية؟
حينها سأل الملحد مرة ثانية , إذا ً وما موقف دينكم على قضية تحضير الأرواح ؟
فقال له صاحبه , ديننا يخبرنا أن هناك عالما ً آخر يسمى البرزخ تستقر بها الأرواح بعد مرورها بعالم الحياة الدنيا, وأن أرواح المؤمنين قد تزور أحبابها حين يأذن الله لها بالمنام أو بغيره, وأن تحضير الأرواح ليس إلاّ دجل, وإن كان هناك نوع من التواصل فهو ما يقول عنه الهنود بأن الأرواح السفلية هي من تأتي لتضحك وتسخر من البشر الحاضرين لتلك الجلسات, فهم _ أي تلك الأرواح _ تعلم شيئا ً عن الميت الذي يريد البشر تحضير روحه ويدعون بأنهم هم أرواح لأولئك البشر. ونحن كمسلمين نقول بأنه قد يكون هو القرين من يأتي في تلك الجلسات ليدعي بأنه روح الميت فيقلد صوته ويتقمص شخصيته ليسخر من الجهلة. والقرين هو الجني المصاحب للإنسان, ونحن نعلم بان الجن يعمرون أكثر من البشر. وهم يسخرون من البشر لكرههم لهم, أما الجن المؤمن فهو يترفع عن هذا بالأساس. ولي بذلك مثال , فلو أنك قرعت جرس المكتب فسيأتي لك الخادم ليجيبك لا السيد. ولعلك تسخر من هذا ولا تصدقه, وأنا أتفهم هذا , تماما ً كما أتفهم شعور رجل عاش قبل مائة سنة حين أخبره بأن هناك موجات بالهواء فيها أصوات وصور, وبأن هناك أشعة تستطيع اختراق الحديد والعظم وتكشف ما خلفها.
الضمير
القاضي الداخلي
قال الملحد , أنتم تتحدثون عن الضمير بتقديس كما لو أنه شيء مطلق , مع أنه صنيعة المجتمع ؟
فما كان جواب صاحبه ألا أن قال , الخطأ الأكبر في تصورك بأن الضمير صنعه المجتمع ليحمي نفسه من تصرفات الأفراد, وليس دليلا ً على كلامي هذا أكثر من أن الضمير هو شيء داخلي يرافق الإنسان منذ الطفولة وحتى المشيب, منذ الصباح حتى يضع رأسه على الوسادة. فلو كان صنيعة المجتمع لظهر في الجماعة واختفى في تفرد الشخص بنفسه, ولكنه لا يفعل. كما أنه ليس بصنيعة المجتمع لأنه دائما ً ما يحمي الفرد من ظلم المجتمع بقدر ما يحمي المجتمع من ظلم الفرد.
هل مناسك الحج وثنية ؟
الإيمان للتناسق مع الكون
قال الملحد , ألا تلاحظ أن مناسك الحج وثنية صريحة ؟ ذلك البناء الحجري الذي تسمونه الكعبة وتطوفون حوله, وحكاية السبع طوافات والسبع هرولات والسبع رجمات . وثوب الإحرام الذي تلبسونه على الجسد العاري ؟
قال له المؤمن , في قوانين المادة تعلم أن الأصغر يدور حول الأكبر, فالإلكترون يدور حول النواة, كما يدور القمر حول الأرض وهي حول الشمس والأخيرة حول المجرة التي تدور بدورها حول مجرة أكبر وهكذا إلى أن نصل للأكبر المطلق ( الصمد ) وهو الذي لا يتحرك ولا يتغير ولا يدور على شيء وهو الله سبحانه. لذا تجدنا نقول دائما ً ( الله أكبر ). وأنت الآن تطوف حول الكون مثلنا ولكنك مجبر بينما نحن أقررنا هذا الطواف وجعلناه حبا ً بالله. ونطوف حول الكعبة لأنها أول بيت وجد لعبادة الله كما اخبرنا هو سبحانه. أما عن حكاية الأرقام فكل شعوب الأرض اتفقت دون اجتماع أو تشاور أن هنالك سبعة أيام, وللطيف سبعة درجات وللسلم الموسيقي سبع درجات, والإلكترون يدور حول النواة في سبع نطاقات والجنين لا يكتمل إلا بالشهر السابع. فهل كل هذه مصادفة أم أنها طقوس وثنية أخرى ؟ أما ثوب الإحرام فهو ليخرج البشر من اختلافاتهم ويوحدهم أمام الرب, غنيهم وفقيرهم, فهي رسالة لهم بأنكم عند الرب متساوون
هل القرآن من تأليف محمد ؟
_ من أجمل أبواب الكتاب في نظري ولقد لخصته بشدة وعلى من يريد الاستزادة أكثر فعليه قراءته من الكتاب نفسه _
قل الرجل الملحد لصاحبة , لمَ لا يكون القرآن من تأليف محمد ؟ فرجل بعظمة محمد لا يستغرب عليه أن يأتي بكتاب عظيم كالقرآن.
فقال له صاحبه بأنه يستحيل أن يكون بشريا ً لأنه ليس بالشعر ولا بالنثر بل أن بعد نزول القرآن صنف علماء اللغة كل النصوص إلى شعري أو نثري أو " قرآني " أي أنه سبك لم يأتي من قبل بمثله ولن يأتي بعده مثله. ولو كان من محمد عليه الصلاة والسلام فكيف تفسر الآيات التي يعاتبه الله فيها مثل ( عبس وتولى ) ولو كان من عنده لوجدت فيه ولو آية واحدة عن همومه وأحزانه ولقد ماتت زوجته التي هي أول من آمن به وعمه الذي يحبه وليس لهما ذكر بالقرآن. بل حتى ابنه إبراهيم الذي يحبه كثيرا ً مات ولم يذكر خبره بالقرآن. ولو أنه من تأليفه فكيف تفسر كل هذا الإعجاز على جميع الأصعدة من بلاغي ولغوي وعلمي بجميع صنوفه الطبيعية والإنسانية. كيف تبرر هذا التحدي في القرآن بأن يتحد الإنس والجن أن يأتوا ولو بآية واحدة مثله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق