إلهي
ظهرت بالقدرة فوجب الاعتراف بك ،
وبَطَنْتَ بالحكمة فوجب التسليم لك ،
وبدأت بالإحسان فسارت الآمال إليك ،
وكنت أهلاً للتمام فوقفت الأطماع عليك ،
وبحثت العقول عنك فنكصت على أعقابها بالحيرة فيك ،
وذلك أن سرك لا يرام حَوْزه . وفعلك لا يُجحد تأثيره،
لك الأمارة والعلامة، وبك السلامة والاستقامة،
وإليك الشوق والحنين، وفيك الشك واليقين .
إلهي
فعلك يدل عليك الأسماع والأبصار،
وحكمتك تعجب منك الألباب والأفكار،
لك السلطان والمملكة، وبيدك النجاة والهَلَكة،
وإليك إلهي المفرّ، ومعك المَقَرّ .
يا من يأوي كلُّ معتمد إليه ، ويستغني به كل منقطع إليه.
يا من جعل دني توحيدَه ، وعبادتي تمجيدَه ،
وجعل أطيب ساعاتي منه خَلَواتي ، وألذ أوقاتي منه مناجاتي .
الهى
قسا قلبي ، وجهلت أمري ، وبخلت بالماء عيني .
سيدي أبعد الإيمان تعذبني ، ومن مُقَطّعات النيران تُلبسني ،
وإلى جهنم مع الأشقياء تحشرني ، وإلى مالك خازنها تُسْلمني ،
وفيها يا ذا العفو والإحسان تدخلني ،
وعفَوك الذي كنت أرجو تحرمني .
إلهي
كيف أدعوك وقد عصيتك ، وكيف لا أدعوك وقد عرفتك ،
مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة , ويميناً بالرجاء مشحونة ،
حُقّ لمن دعا بالندم تذللاً أن تُجيبه بالكرم تفضيلاً
إلهي
يكون من الفقير المحتاج الدعاء والمسألة ،
ويكون من الغني الجواد النيل والعطية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق