السبت، 7 يناير 2017

مختارات من تفسير الشيخ محمد العثيمين رحمه الله

  1.  
  2. مختارات من تفسير الشيخ محمد العثيمين رحمه
1. 
 قوله تعالى : ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) يحتمل ثلاث معاني :

الأول : ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين فضلا عن أن يمنعوا عباد الله ؛ لانهم كافرون بالله عز وجل ؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين .

الثاني : أن هذا الخبر بمعنى النهي ؛ يعني : لا تدعوهم يدخلوها- إذا ظهرتم عليهم- إلا خائفين .

الثالث : أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم ، ولا يدخلوها إلا وهم ترجف قلوبهم .
2.   أخذ بعض العلماء من هذه الآية : تحريم تحجر المكان في المسجد ....ولا شك أن التحجر حرام ؛ وأما إذا كان الإنسان في المسجد فلا حرج أن يضع ما يحجز به المكان بشرط ألا يتخطى الرقاب عند الوصول إليه ، أو تصل إليه الصفوف ؛ فيبقى في مكانه ؛ لأنه حينئذ يكون قد شغل مكانين .
3.      ( ولله المشرق والمغرب ) أي مشرق كل شارق ، ومغرب كل غارب ، ويحتمل أن المراد : له كل شئ ؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعني الإحاطة والشمول .
4.    ( فثم وجه الله ) : اختلف فيه المفسرون من السلف والخلف ، فقال بعضهم : المراد به وجه الله الحقيقي ، وقال بعضهم : المراد به الجهة : ( فثم وجه الله ) يعني في المكان الذي اتجهتم إليه جهة الله عز وجل ؛ وذلك لأن الله محيط بكل شئ ؛ ولكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي ؛ لأن ذلك هو الأصل ؛ وليس هناك ما يمنعه ؛ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قِبَل وجه المصلي ......
5.    ( كل له قانتون) : القنوت يطلق على معنيين ؛ معنى عام وخاص ؛ ( المعني الخاص ) هو قنوت العبادة ، والطاعة ، ....والمعنى العام : هو قنوت الذل العام ؛ وهذا شامل لكل من في السموات والأرض ...
6.   من فوائد ( ولئن اتبعت أهواءهم ) : أن ما عليه اليهود و النصارى ليس دينا بل هوى
7.    ( الذين آتيناهم الكتاب ) :المراد بهم : إما هذه الأمة ، أو هي  وغيرها ؛ وهذا هو الأرجح  ؛ و( الكتاب ) المراد به الجنس ؛ فيشمل القرآن ، والكتب المنزلة الأخرى .
8.   ( قال ومن ذريتي ) ( من ) يحتمل أنها لبيان الجنس ؛ ويحتمل أنها للتبعيض .
9.    ( مثابة ) أي مرجع ؛ يثوب الناس إليه ويرجعون من كل أقطار الدنيا سواء ثابوا إليه بأبدانهم أو  بقلوبهم .
10.                 ( وعهدنا ) ( العهد ) الوصية بما هو هام .
11.               (قال ومن كفر ) القائل هو الله سبحانه وتعالى ؛ فأجاب الله تعالى دعاءه ؛ يعني : وأرزق من كفر أيضا فهي معطوفة على قوله تعالى ( من آمن ) ؛ ولكنه تعالى قال في الكافر : ( فأمتعه قليلا )
12.               ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( الحكمة ) : قيل : هي السنة ؛ لقوله تعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة)  ويحتمل أن يكون المراد بها معرفة أسرار الشريعة المطهرة
13.               ( إلا من سفه نفسه ) أي أوقعها في سفه .
14.              من الفوائد : أن المخالفين للرسل سفهاء ؛ لقوله تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ) وقوله تعالى عن المنافقين ( ألا إنهم هم السفهاء ) وقوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )
15.               ( الصنو ) الغصنان أصلهما واحد .
16.              تطلق ( الأمة ) في القرآن على عدة معان ؛ المعنى الأول : الطائفة كما في قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت ) ، المعنى الثاني : الحقبة من الزمن ( وادكر بعد أمة ) ؛ المعنى الثالث : الإمام ( إن إبراهيم كان أمة ) ؛ المعنى الرابع : الطريق والملة ( إنا وجدنا آباءنا على أمة )
17.               ( وقالوا كونوا هودا أو نصارى ) ( هود ) جمع هائد
18.              الحنيف : المائل عما سوى التوحيد .
19.              الإيمان : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .
20.               ( الأسباط ) قيل : إنهم أولاد يعقوب ، وقيل : هم الأنبياء الذين بعثوا في أسباط بني إسرائيل . 
21.               ( صبغة الله ) دين الله ؛ وسمي الدين صبغة لظهور أثره على العامل به .
22.              ( أم تقولون إن إبراهيم ...) ( أم ) للإضراب ؛ وهو إضراب انتقال ؛ وليس إضراب إبطال .
23.               ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) الكاف هنا اسم بمعنى ( مثل ) في محل نصب على المفعولية المطلقة .
24.                 ( وإن كانت لكبيرة ) ( إن ) مخففة من الثقيلة ؛ واسمها ضمير الشأن ؛ والتقدير  : وإنها لكبيرة .
25.               (وما كان الله ليضيع إيمانكم ) : اللام يسمونها لام الجحود و( الجحود ) يعني النفي ، وضابط هذه اللام أن تقع بعد كون منفي .
26.                   المراد بـ ( إيمانكم ) صلاتهم إلى بيت المقدس .
27.              غالب من ابتلي بالمال طغى من وجه ، وشح من وجه آخر ؛ ثم اعتدى في تمول المال ؛ فضل في تموله ، والتصرف فيه ، وتصريفه .
28.              امتحن الله الصحابة بأن حرم الصيد على المحرم ، ثم أرسله عليهم وهم محرمون حتى تناله أيديهم ، ورماحهم .
29.               ( المسجد الحرام ) سمي  (حراما ) ؛ لأنه يمنع فيه من أشياء لا تمنع في غيره ، ولأنه محترم معظم .
30.               ( إذ ) للماضي ، و( إذا ) للمستقبل ، ( إذاً ) للحاضر .
31.              الظاهر - والله أعلم - أن الكعبة قبلة لكل الانبياء ؛ لقوله تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ؛ وهكذا قال شيخ الإسلام : إن المسجد الحرام قبلة لكل الانبياء ؛ لكن  أتباعهم من اليهود ، والنصارى هم الذي بدلوا هذه القبلة .
32.                ( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ) ؛ فقبلة اليهود إلى بيت المقدس - إلى الصخرة ؛ وقبلة النصارى إلى المشرق - يتجهون نحو الشمس .
33.              من الفوائد : بيان أن العلم حقيقة هو علم الشريعة ؛ لقوله تعالى : ( من بعد ما جاءك من العلم ) : أتى بـ ( أل ) المفيدة للكمال ؛ ولاشك أن العلم الكامل الذي هو محل الحمد والثناء هو العلم بالشريعة ؛ ولذلك نقول : إن عصر النبوة هو عصر العلم ؛ وليس عصرنا الآن هو عصر العلم الذي يمدح على الإطلاق ؛ لكن ما كان منه نافعا في الدين فإنه يمدح عليه لهذا .
34.               ( ولكل وجهة هو موليها ) ؛ الوجهة ، والجهة ، والوجه ، معناها متقارب ؛ أي لكل واحد من الناس جهة يتولاها ؛ وهذا شامل للجهة الحسية والمعنوية ؛ مثال الجهة الحسية : اختلاف الناس إلى أين يتجهون في صلاتهم ؛ ومثال المعنوية : اختلاف الناس في الملل والنحل وما أشبه ذلك . وليس المراد بهذه الجملة إقرار أهل الكفر على كفرهم ؛ وإنما المراد - والله أعلم - تسلية المؤمنين ، وتثبيتهم على ما هم عليه من الحق ؛ لأن لكل أحد وجهة ولاه الله إياها حسب ما تقتضيه حكمته
35.                ( ولكل وجهة ) يشمل الوجهة القدرية ؛ فمن الناس من يهديه الله تعالى فيكون اتجاهه إلى الحق ؛ ومن الناس من يخذل ويكون اتجاهه إلى الباطل ، والوجهة الشرعية : اختلاف الشرائع بين الناس ؛ فلا تظن أن اختلاف الشريعة الإسلامية عن غيرها معناه أنها ليست حقا ؛ فإن الحق من الله .
36.              هناك كلمة يقولها بعض الناس فيقول : ( إن الله على ما يشاء قدير ) ؛ وهذا لا ينبغي : 

أولا : لأنه خلاف إطلاق النص ؛ فالنص مطلق . 

ثانيا : لأنه قد يفهم منه تخصيص القدرة بما يشاء الله دون ما لم يشأ ؛ والله قادر على ما يشاء ، وعلى ما لا يشاء .

ثالثا : أنه قد يفهم منه مذهب المعتزلة القدرية الذين قالوا : إن الله عز وجل لا يشاء أفعال العبد ؛ فهو غير قادر عليها . 

ولهذا ينبغي أن نطلق ما أطلقه الله لنفسه ، فنقول : إن الله على كل شئ قدير ؛ أما إذا جاءت القدرة مضافة إلى فعل معين فلا بأس أن تقيد بالمشيئة ، كما في قوله تعالى : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) ؛ فإن ( يشاء )  عائدة على ( الجمع ) ؛ لا على ( القدرة ) .
37.              وجه كون فعل العبد مخلوقا لله : أن الإنسان مخلوق لله ؛ وفعله كائن بأمرين : بعزيمة صادقة ؛ وقدرة ؛ والله عز وجل هو الذي خلق العزيمة الصادقة والقدرة ؛ فالإنسان بصفاته ، وأجزائه ، وجميع ما فيه كله مخلوق لله عز وجل .
38.               (الخشية ) ( والخوف ) متقاربان ؛ إلا أنأهل العلم يقولون : إن الفرق أن (الخشية) لا تكون إلا عن علم ؛ لقوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) بخلاف ( الخوف ) فقد يخاف الإنسان من المخوف وهو لا يعلم عن حاله ؛ والفرق الثاني : أن ( الخشية ) تكون لعظم المخشي ؛ و( الخوف ) لضعف الخائف . والفرق الأول أوضح .
39.                الغالب أن ( نِعمة ) بكسر النون  في نعمة الخير ، و( النَعمة ) بالفتح : التنعم من غير شكر ، كما قال تعالى : ( ونعمة كانوا فيها فاكهين ) ، وقال تعالى : ( وذرني والمكذبين أولى النعمة ) .
40.              إن أهل قباء أتاهم الخبر وهم يصلون صلاة الفجر وكانوا متجهين إلى بيت المقدس ، فاستداروا إلى الكعبة .
41.               ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) : ( الحكمة ) هي أسرار الشريعة ، وحسن التصرف بوضع كل شئ في موضعه اللائق به  بعد أن كانوا في الجاهلية يتصرفون تصرفا أهوج من عبادة الأصنام وقتل الأولاد والبغي على العباد .
42.              القرآن - والحمد لله - مبين لفظه ، ومعناه ؛ ليس فيه شئ يشتبه على الناس إلا اشتباها نسبيا بحيث يشتبه على شخص دون الآخر ، أو في حال دون الأخرى ؛ قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه )
43.              قوله تعالى ( فاذكروني ) فيها قراءة بفتح الياء ؛ وقراءة بإسكانها ؛ لأن يا المتكلم من حيث اللغة العربية يجوز إسكانها ،وفتحها ، وحذفها تخفيفا ؛ لكنها في القرآن تتوقف على السماع .
44.               ( ولا تكفرون ) ( لا ) ناهية ؛ والنون هنا نون الوقاية ، وليست نون الإعراب ؛ ومثله قوله تعالى ( فلا يستعجلون) ، ولهذا كانت مكسورة فيهما .
45.              ذكر الله يكون بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح
46.              ....بعض طلبة العلم تذهب مجالسهم كمجالس العامة لا ينتفع الناس بها ؛ وهذا لا شك  أنه حرمان - وإن كانوا لا يأثمون إن لم يأتوا بما يوجب الإثم ؛ فالذي ينبغي لطالب العلم - حتى وإن لم يسأل - أن يورد هو سؤالا لأجل أن يفتح الباب للحاضرين ؛ فيسألوا ......
47.              من الفوائد : بيان الآثار الحميدة للصلاة ، وأن من آثارها الحميدة أنها تعين العبد في أموره .
48.                   ( ونقص من الأموال ) ؛ ( المال ) هو كل ما يتموله الإنسان من نقود ، ومتاع ،وحيوان .
49.              في الحديث : ( من رضي فله الرضا ؛ ومن سخط فله السخط ) .
50.                 ذكر العلماء أن للإنسان عند المصيبة أربعة مقامات : الصبر ، والرضا ، والشكر ، والسخط ( وفصلها الشيخ )
51.                   ( اللهم أْجرني في مصيبتي وأخلف لي ) بقطع الهمزة .
52.                    يقال للصفا :جبل أبي قبيس ؛ وللمروة : قعيقعان .
53.               ( من شعائر الله )  ( الشعائر )  جمع شعيرة ؛ وهي التي تكون علما في الدين ؛ يعني : من معالم الدين الظاهرة ؛ لأن العبادات منها خفية : بين الإنسان وبين ربه ؛ ومنها أشياء عَلَم ظاهر بَيّن - وهي الشعائر .
54.               ( من تطوع خيرا ) أي ازداد خيرا في الطاعة ؛ ويشمل الواجب ، والمستحب ؛ وتخصيص التطوع بالمستحب اصطلاح فقهي ؛ أما في الشرع فإن يشمل الواجب ، والمستحب .
55.               ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) وذلك أن ناسا من الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية المذكورة في القرآن ؛ وهي في المشلّل - مكان قرب مكة - فكانوا يتحرجون من الطواف بالصفا والمروة وقد أهلوا لمناة ؛ فلما جاء الإسلام سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية 

        وفيه سبب آخر لتحرج الناس من الطواف بهما : وهو أنهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ، فكانوا يطوفون بهما كما كانوا يطوفون بالبيت أيضا ، فذكر الله عز وجل الطواف بالبيت ، ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة ؛ فقالوا : لو كان ذلك جائزا لذكره الله عز وجل ، فهذا دليل على أنه ليس بمشروع ؛ لأنه من أعمال الجاهلية ؛ فلا نطوف ؛ فأنزل الله هذه الآية . 

    وفيه سبب ثالث ؛ وهو أنه يقال : إنه كان فيهما صنمان : إساف ، ونائلة ؛ وقيل : إنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في جوف الكعبة ؛ فمسخهما الله سبحانه وتعالى جحارة ؛ فكان من جهل العرب أن قالوا : ( هذان مسخا حجارة ؛ إذا لا بد أن هناك سرا ، وسببا ، فاخرجوا بهما عن الكعبة ، واجعلوهما على الجبلين - الصفا والمروة - نطوف بهما ونتمسح بهما ، وقد كان ، وعلى هذا يقول أبو طالب : 

وحيث ينيخ الأشعريون ركابهم   بمفضى السيول من أساف ونائل 

وأظهر الأسباب الثلاثة السبب الأول ؛ على أنه لا مانع من تعدد الأسباب . 

ليست هناك تعليقات:

عجائب الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ   عجائب   الإنسان ـ كمية الحرارة التي تنب...