إلى الحبيب الآتي
أطلتَ الغيابْ ..
وتحْسَبُ عَاماً مِنَ البُعْدِ يَكْفِي ..
ليُنْسِيَنا اللحظاتِ العِذابْ !
حبِيبِيْ ..
إذا كانَ بَعْضُ الفِراقِ دَوَاءً ..
ألا إنَّ بَعْضَ الفِرَاقِ عَذَابْ !
لقد مَرَّ عَامٌ ..
وما زالَ شَوقِيْ كأوَّلِ يَومٍ ..
كآخِر يَوْمٍ ..
فليتَك زائِرنا كُلَّ شَهْرٍ ..
وليتَك حِينَ تزور القلوبَ ..
تقيمُ مدى الدَّهْرِ دُونَ إيابْ .
حبِيبِيْ ..
أنا مُذْ رَحَلتَ بِخَيْرٍ ..
وبِي يا طبيبِيَ بَعْضُ الجِرَاحْ ..
يُدَثِّرُ قَلْبِي ثوبٌ غَليظٌ ..
ثقيلٌ عتيقٌ ..
فما عُدْتُ ألْمَسُ لَحْنَ الصُّدَاحْ ..
وما عُدْتُ أسْمَعُ ضَوْءَ الصَّبَاحْ ..
حبيبيْ ..
لقد جَفَّتِ الرُّوحُ مِنِّي ..
وأغْصَانُها اليابِسَاتُ العَرَايا تَكَسَّرْنَ في عَاصَِفاتِ الرِّياحْ !
وكُنتُ أجَاهِدُ كيمَا أفِيقْ ..
فأشْعِلُ عُودَ ثِقابٍ صَغيرٍ يُضيءُ لِيَ الظلماتِ الثلاث ..
ظلامَ الضَّياعِ ..
ظلامَ الهمومِ ..
ظلامَ الأمَانِيْ الكِبَارِ التي شِدْتُها لَبْنَةً لبْنَةً فَتَهَاوتْ أمَامِي ..
وصارَتْ كما الحَرَمِ المُسْتَبَاحْ !
وكنتُ أجَاهِدُ كيما أفيقْ ..
فيجْثُمُ فَوْقِي ويَخْنُقُ خَطْوِيَ ثوبِي الغليظُ الثقيلُ العَتِيقْ ..
فَضَمِّدْ جراحي ..
فإنَّك للروحِ رَوْحٌ ورَاحْ ..
وإنِّيَ والله لستُ بِخَيرٍ ..
ولكنّنِي مُثخَنٌ بالجِرَاحْ فداكَ ..
تَعِبْتُ مِنَ التِّيهِ ..
يقْذِفُني المَوْجُ في بَحْرِهِ
كأنِّيْ سَفِينٌ تَحَطَّمَ فِيهِ
وما عَادَ غير شَظايا الخَشَبْ
تعبْتُ .. تعبْتُ .. ولحْنُ ابن ثامر يَسْكُنُ صَمْتَي :
( وما غير فَوْضَى تُرَتَِّبُ رُوحَكَ يابْنَ التَّعَبْ
وكَيْفَ سَتُطفِئُ نارِي الحَطَبْ
أنا الخائِفُ التَّائِهُ المُسْتَلَبْ
أنا خَائِفٌ
مثلُ طِفلٍ صَغِيرٍ أضَاعَ أبَاهُ ..
وفي زَحْمَةِ الناسِ رَاحَ يُنَادِي ويَبْكِي ..
فذابَتْ نداءاتُه في الصَّخَبْ ..
أنا تائِهٌ ..!
كغدٍ في العِرَاقِ ..
أنا المُسْتَلَبْ .. !!
حبيبي ..
سَرَيْتُ لأهْرُبَ مِنِّي ..
ولكنَّ كُلَّ الجِهَاتِ مَرَايا ..
فأيْنَ الهَرَبْ !
إنِّيْ خُلِقتُ بنِصْفَينِ ..
نصْفٌ لهُ صِلةُ بالسَّمَاءِ ..
ونِصْفٌ ترَابْ !
وما زِلتُ أذكُرُ ..
حين تَمُرُّ رَحِيماً نقياً ..
كمَرِّ السَحَابْ
فتَغْسِلُنِي مِنْ غُبَاري ووَحْلِي ..
وتهْمِسُ ليْ فِي حَنانٍ : بُنَي َّ..
تَوَضَّأْ ..
فقدْ حَانَ وَقْتُ الصَّلاةْ !
وحين الترَاوِيحِ ..
يعْلُو بنا "سَعَدُ الغَامِدِيِّ" ويُدْخِلُنا في جِنَانِ الحَيَاة ْ !
فنشْعُرُ أناّ ارْتَفَعْنا عَنِ الأرْضِ حَتَّى كأنّا ..
نسيمٌ مِنَ العِطرِ هَبَّ عَليلاً ..
وما زلتُ أذكُرُ ..
أنِّيَ بَعْدَ ارْتِحَالِكَ عَنِّي ..
ترَكْتُ هُنَالِكَ نِصْفِي وعُدْتُ ..
ومُذْ ذاك أحْيَا .. بِنِصْفِي التُّرَابْ !!
وحان اللقاءُ ..
أيا قادما ً بَيْنَ كَفَّيْكَ نِصْفِي المُضَاعْ ..
سلامٌ عليْكَ فأنْتَ الحَيَاةُ ..
وكلُّ الحياةِ سِوَاك .. مَتَاعْ !
وكَمْ يُؤْلِم القلْبَ يا رَمَضَانُ ..
بأنَّ لكلِّ لِقاءٍ ..
وَدَاعْ
أطلتَ الغيابْ ..
وتحْسَبُ عَاماً مِنَ البُعْدِ يَكْفِي ..
ليُنْسِيَنا اللحظاتِ العِذابْ !
حبِيبِيْ ..
إذا كانَ بَعْضُ الفِراقِ دَوَاءً ..
ألا إنَّ بَعْضَ الفِرَاقِ عَذَابْ !
لقد مَرَّ عَامٌ ..
وما زالَ شَوقِيْ كأوَّلِ يَومٍ ..
كآخِر يَوْمٍ ..
فليتَك زائِرنا كُلَّ شَهْرٍ ..
وليتَك حِينَ تزور القلوبَ ..
تقيمُ مدى الدَّهْرِ دُونَ إيابْ .
حبِيبِيْ ..
أنا مُذْ رَحَلتَ بِخَيْرٍ ..
وبِي يا طبيبِيَ بَعْضُ الجِرَاحْ ..
يُدَثِّرُ قَلْبِي ثوبٌ غَليظٌ ..
ثقيلٌ عتيقٌ ..
فما عُدْتُ ألْمَسُ لَحْنَ الصُّدَاحْ ..
وما عُدْتُ أسْمَعُ ضَوْءَ الصَّبَاحْ ..
حبيبيْ ..
لقد جَفَّتِ الرُّوحُ مِنِّي ..
وأغْصَانُها اليابِسَاتُ العَرَايا تَكَسَّرْنَ في عَاصَِفاتِ الرِّياحْ !
وكُنتُ أجَاهِدُ كيمَا أفِيقْ ..
فأشْعِلُ عُودَ ثِقابٍ صَغيرٍ يُضيءُ لِيَ الظلماتِ الثلاث ..
ظلامَ الضَّياعِ ..
ظلامَ الهمومِ ..
ظلامَ الأمَانِيْ الكِبَارِ التي شِدْتُها لَبْنَةً لبْنَةً فَتَهَاوتْ أمَامِي ..
وصارَتْ كما الحَرَمِ المُسْتَبَاحْ !
وكنتُ أجَاهِدُ كيما أفيقْ ..
فيجْثُمُ فَوْقِي ويَخْنُقُ خَطْوِيَ ثوبِي الغليظُ الثقيلُ العَتِيقْ ..
فَضَمِّدْ جراحي ..
فإنَّك للروحِ رَوْحٌ ورَاحْ ..
وإنِّيَ والله لستُ بِخَيرٍ ..
ولكنّنِي مُثخَنٌ بالجِرَاحْ فداكَ ..
تَعِبْتُ مِنَ التِّيهِ ..
يقْذِفُني المَوْجُ في بَحْرِهِ
كأنِّيْ سَفِينٌ تَحَطَّمَ فِيهِ
وما عَادَ غير شَظايا الخَشَبْ
تعبْتُ .. تعبْتُ .. ولحْنُ ابن ثامر يَسْكُنُ صَمْتَي :
( وما غير فَوْضَى تُرَتَِّبُ رُوحَكَ يابْنَ التَّعَبْ
وكَيْفَ سَتُطفِئُ نارِي الحَطَبْ
أنا الخائِفُ التَّائِهُ المُسْتَلَبْ
أنا خَائِفٌ
مثلُ طِفلٍ صَغِيرٍ أضَاعَ أبَاهُ ..
وفي زَحْمَةِ الناسِ رَاحَ يُنَادِي ويَبْكِي ..
فذابَتْ نداءاتُه في الصَّخَبْ ..
أنا تائِهٌ ..!
كغدٍ في العِرَاقِ ..
أنا المُسْتَلَبْ .. !!
حبيبي ..
سَرَيْتُ لأهْرُبَ مِنِّي ..
ولكنَّ كُلَّ الجِهَاتِ مَرَايا ..
فأيْنَ الهَرَبْ !
إنِّيْ خُلِقتُ بنِصْفَينِ ..
نصْفٌ لهُ صِلةُ بالسَّمَاءِ ..
ونِصْفٌ ترَابْ !
وما زِلتُ أذكُرُ ..
حين تَمُرُّ رَحِيماً نقياً ..
كمَرِّ السَحَابْ
فتَغْسِلُنِي مِنْ غُبَاري ووَحْلِي ..
وتهْمِسُ ليْ فِي حَنانٍ : بُنَي َّ..
تَوَضَّأْ ..
فقدْ حَانَ وَقْتُ الصَّلاةْ !
وحين الترَاوِيحِ ..
يعْلُو بنا "سَعَدُ الغَامِدِيِّ" ويُدْخِلُنا في جِنَانِ الحَيَاة ْ !
فنشْعُرُ أناّ ارْتَفَعْنا عَنِ الأرْضِ حَتَّى كأنّا ..
نسيمٌ مِنَ العِطرِ هَبَّ عَليلاً ..
وما زلتُ أذكُرُ ..
أنِّيَ بَعْدَ ارْتِحَالِكَ عَنِّي ..
ترَكْتُ هُنَالِكَ نِصْفِي وعُدْتُ ..
ومُذْ ذاك أحْيَا .. بِنِصْفِي التُّرَابْ !!
وحان اللقاءُ ..
أيا قادما ً بَيْنَ كَفَّيْكَ نِصْفِي المُضَاعْ ..
سلامٌ عليْكَ فأنْتَ الحَيَاةُ ..
وكلُّ الحياةِ سِوَاك .. مَتَاعْ !
وكَمْ يُؤْلِم القلْبَ يا رَمَضَانُ ..
بأنَّ لكلِّ لِقاءٍ ..
وَدَاعْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق